قصت علي صديقة والدتي قصة قصيرة جدا ، لم تاخذ منها بضع دقائق، و لكنها تركت أبلغ الأثر في نفسي !
قالت أنها أثناء أحداث محمد محمود الثانية ، كانت تقف عند بداية الشارع و بصحبتها ابنتها التي تماثلني في العمر ؛ و رأتا طفلا من أطفال الشوارع نائما. كان نائما فوق صندوق الكهرباء، حاملا في يده علم مصر و رافعا اياه بينما هو غارق في النوم …
قالت أنها شعرت أنه يحمل في داخله أمل ، أن هذه الأحداث ستنتهي برجوع حقه في الحياة مرة أخرى …
هو و غيره من المساكين الذين حرمهم الاعلام من ثمرة ما عملوا و ما قدموا من دماء و عطاء للثورة ، بل و اسماهم البلطجية و أساء إليهم و حقر منهم . أليس من حقهم أن يعيشوا ؟!
تساؤل ظل يتردد في عقلي ، أليس من حقه أن يعيش حرا كريما، آمنا، معافا، متعلما ؟ أليس هذا حقه على هذه الدولة؟
بالتأكيد هو حقه ، و من يسلبه هذا الحق هو ظالم و كل من يتجنى عليه ظالم …
أحاول أن أتخيل الحياة من عينيه فأعجز ، هذا الطفل أطهر و أعمق مما يمكنني أن أتخيل ، هذا الطفل هو أمل مصر الملقى على جنبات الطريق….
أسماء
*صورة الفتى هي الصورة التي في الأعلى !*
One thought on “المتشرد حامل العلم …”